القلقاس والقصب واليوسفي.. عادات أقباط نجع حمادي للاحتفال بعيد الغطاس

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية يومي 19 و 20 من شهر يناير كل عام بعيد الغطاس، ويرجع الاحتفال إلى ذكرى تعميد السيد المسيح بنهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، أو نبي الله يحيي، وتصوم الكنيسة قبل عيد الغطاس بيوم برامون الغطاس، و هو صوم من الدرجة الأولى، أي أنه غير مسموح فيه بتناول الأسماك كما في صوم الميلاد.

تختلف عادات عيد الغطاس عن غيرها، يحتفل فيها أقباط شمال قنا بتناول القلقاس والقصب والجزر الأحمر واليوسفي والبرتقال، حيث أن لكل منها معنى خاص.

يتزامن موسم حصاد القلقاس مع عيد الغطاس، إلى جانب أن زراعة القلقاس تحتاج لدفنه تحت الأرض و غمره بالمياه، الأمر الذي يرمز للمعمودية، كما أن القلقاس من الداخل قبل طبخه يحتوي على مادة لزجة غير صحية، وبعد طبخة بالماء الساخن تتحول تلك المادة إلى مادة صحية ومفيدة و هذا أيضا رمز للمعمودية.

يكون شكل القصب مستقيمًا غير ملتوٍ، كما أن طعمه مليء بالسكر، ما يشير إلى الشخصية والروح الطيبة التي يسلك بها الإنسان المسيحي بعد المعمودية، كما أن العصير بداخل القصب لا يخرج إلا بعد عصره، وهذا يوضح أن تعرض الإنسان للتجارب أو المواقف المؤلمة يغير من شخصيته، ويخرج منه صفات أفضل.

يعتاد الأهالي في موسم عيد الغطاس على تفريغ اليوسفي أو البرتقال ووضع شمعه بداخله، ما يشير إلى قنديل الغطاس أو فانوس الغطاس.

لم تتوقف عادات و تقاليد الاحتفال بعيد الغطاس عند تناول هذه المأكولات، حيث أن أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس هي “البلابيصا” بأشكالها المختلفة، وأهمها إضاءة الشموع بداخل اليوسفي أو البرتقال، أو استخدام حامل خشبي أو حديدي على شكل صليب وإضاءة الشموع به.

يصاحب ذلك الأغاني التي مازال أهل الصعيد من مسلمين ومسيحيين يتغنون بها فى عيد الغطاس، وتحدث عنها الأبنودي في أحد كتبه.

أغنية البلابيصا

يا بلابيصا
بلبصي الجلبة
يا علي يا ابني
قوم بنا بدري
دي السنة فاتت
والمرا.. ماتت
والجمل برطع
كسر المدفع

كما يشتهر عييد الغطاس أيضًا بأحد الأمثال الشعبية، الذى يقول “إذا غطس النصراني طلع البرد الحقاني” وذلك لتزامن عيد الغطاس مع موجات البرد الشديد و انخفاض درجات الحرارة.

نجع حمادي: كيرمينا جميل