تطوف حوله السيدات 7 مرات.. «بئر العين» للعلاج من العقم في قنا: بس انت أرمي بياضك

نقادة: أحمد سعيد

علي بعد كيلو متر من قرية حاجر دنفيق جنوب مدينة نقادة جنوب محافظة قنا، تجد مكانًا فسيحا مجاور للعمارات السكنية التي هجرها أصحابها لعدم توصيل المرافق إليها، به 3 أعين أعمقها لا يتجاوز المتر ونصف، أطلق عليه منذ سنوات مسمى بئر العين، وهي بئر تقصدها النساء لا تنجبن والنساء التي تريد أن تشفي من الأمراض أملا في الإنجاب والشفاء.

ومن طقوس البئر الغريبة أثناء الزيارة أن ُتقدم السيدة منهن علي الطواف 7 أشواط حول البئر، ثم تلقي الحلوى والنقود الفضية وتحتفظ بحفنة تراب من حول البئر تذهب بها إلي المنزل كنوع من الاعتقاد بالإنجاب، وتكتب بها جملة علي حائط المنزل التي تسكن فيه، كذلك تذهب العروس إليه قبل الزفاف لاعتقادها أن البئر تيسير أمور الزواج والقدرة علي الإنجاب.

وتاريخيًا ذكرت روايات أن البئر يرجع للقرن السادس الميلادي في عهد الأنبا بسنتاؤس الذي يوجد ديره هناك، حيث كانت صحراء خالية من الماء وتفجرت العين لأحد الرهبان الذي هرب من بطش الرومان ليشرب ويعيش في هذه المنطقة القريبة من مارجرجس، وفي الوقت الحالي جفت البئر وتعود إليها المياه علي فترات بشكل قليل ليس كما كان في السابق، وما زالت تلجأ إليها النساء.

قال أحمد سعد، من أهالي نقادة، إن زوجته كانت لا تنجب في وذلك عام 1990 وذهب بها إلي البئر وقتها وكانت تنضب بالماء، ثم بدأت زوجته تطوف حول البئر لـ 7 أشواط وتلقي الحلوى والنقود الفضية في البئر حتي ارتفع منسوب المياه في البئر وقال أحد المتواجدين أن زوجته ستنجب وهو ما حدث بعد عام من الحمل.

وأضاف أحمد، أن سبب زيارته للمكان هو اعتقاده بأنه مكانًا مبارك من عند الله علي الرغم من يقينه أن الإنجاب والعقم بأمر الله، مؤكدًا أنه أنجب من الأطفال اثنين ولم ينجب مرة أخري.

وأوضح عيد كمال، من أهالي منطقة البئر، أن العديد من النساء ما زالت تلجأ إلي البئر علي الرغم من مرور سنوات علي ضحل مياهه أملا واعتقادًا منهن في الإنجاب، تتباركن بزيارتهن له وتجلبن قطع الحلوى التي تتواجد بعد انتهاء الزيارة داخل البئر.

ولفت كمال، أن هناك مخاطر عند النزول إلى البئر علي الرغم من صغر عمقه إلا أنه من الممكن أن تتواجد أنواع من الثعابين التي تهاجم من ينزل نظرًا لكونه مكانًا مهجورًا وبعيد عن العمران.

أما أحمد عبد النبي، باحث أثري، قال إن البئر يعود لأحد الرهبان المسيحين الذي تفجر له حسب الكرامات التي تروي ويقع غرب دير الانبا بسنتاؤس صاحب أقدم دير في هذه المنطقة ببرية الأساس التي تتكون من 7 أديرة.

وقال الشيخ محمد السيد، مدير إدارة أوقاف نقادة، إن التضرع أو الطلب لغير الله لا يجوز في الشرع ومثل هذه الأفعال بها تجاوزات خارجة عن نطاق الشرع وإن الشيطان يتواجد بالأماكن التي تكون النساء من حولها ومثل هذه الأفعال التي تقام حول البئر في الصحراء.

وأوضح مدير إدارة الأوقاف في نقادة، أن مثل هذه الأساطير تتخللها الشبهات عند زيارة المرأة للمكان لاسيما في ظل عدم وجود محرم لها وحتى إن كانت برفقة امرأة أخري فهي غير محرم بالنسبة لها، وممن الممكن أن تكن هناك تجاوزات وأفعال تخالف الشرع، فلذلك لا يجوز الطلب من غير الله وإن كان قد يوافق السبب القدر، أي أنه من الممكن أن تحمل المرأة بعد زيارتها للمكان ولكن هذا بقدرة الله وموافقة السبب وهو الزيارة للقدر وهو الإنجاب وتغيير العقم إلي حمل.

ومن جانبه قال الشيخ محمد الطراوي، وكيل وزارة الأوقاف بقنا، إن الفتوى يجب أن تكون لشئ مرأي العين ولا أستطيع الفتوى أو الإدلاء بها دون رؤية المكان نفسه وما يقام به من أفعال حتي يمكن الحكم عليها.