بدأ لوكاس نعيم، الذي يخطو الآن نحو سنوات عمره الستين، العمل في صنعة وبيع الذهب من صغره، وامتلك حرفة ماهرة، وتولد في ذهنه حلم، منذ صغره، بإنشاء مصنع لصياغة الذهب في مدينته نجع حمادي، وظل قابضا على حلمه، حتى جاء عام 1995، ليتمكن من تنفيذ حلمه، بدأ باستخدام ماكينات البوتاجاز، وصولا إلى معدات تعمل بتقنيات حديثة متطورة، تتيح له تشكيل المعدن الأصفر بمختلف الأشكال والألوان.
صناعة الذهب بنجع حمادي
كشف نعيم بعض أسرار المعدن النفيس، الأكثر رواجا بين طوائف الشعب، وطرق سباكته وصياغته ومراحلها، حتي يصل إلينا في شكله النهائي المحبب، قائلا:” إنه يحصل على مادته الخام عن طريق شراء سبائك الذهب، وكذلك المشغولات من الذهب القديم من المحال والمعارض، لتبدأ عملية التصنيع عند دخول الخام إلى المسبك، وهي مرحلة صهر المعدن، مرورا بمرحلة الدرفلة، المسؤولة عن تحويل الذهب إلى قطع رقيقة متساوية، تمهيدا لتشكيله وصياغته”.
وأوضح نعيم، صائغ الذهب، أن عيار 18 يحتوى على نسبة 75% من الخام، وعيار 21 على نسبة تصل إلى 87.5% ، وتشكل النسبة الباقية معادن أخرى مثل النحاس، أما عيار 24 فيكون الأعلى بنسبة 100%، لذا فإن “مصنعيته” تستغرق مجهودا مضاعفا نظرا لصعوبتها.
وبينما اشتهر الذهب بلونه الأصفر المميز، أحاطنا نعيم بأن التقنيات الحديثة أتاحت الحصول على الذهب بألوان أخرى أشهرها الأبيض، مشيرا إلى أنه يتابع تطور الماكينات المصنعة، ويطير إلى إيطاليا سنويا، للحصول على آخر التحديثات في مجال صناعة الذهب، وكذلك الأشكال والموضات الحديثة.
وتابع نعيم أن تشكيل الذهب في صيغته الأخيرة يعد عملية معقدة، تمتزج فيها الصنعة اليدوية مع أحدث الأجهزة التقنية، تمر أولا بتصميم الأشكال المطلوبة، ولكن من الشمع، باستخدام تقنية ال 3D، ثم وضعها في قوالب من الجبس، وإدخالها إلى الفرن لاستبدال الشمع بالذهب، ليأخذ شكله الأخير.
أما عن معدلات الإقبال على شراء المعدن الأصفر، لفت نعيم إلى ازدياد رغبة الجمهور في حيازة الذهب بعد 30 يونيو 2013، مفسرا ذلك بشعور غالبية الناس بالأمن والاستقرار الاقتصادي، فضلا عن انتعاش السوق وزيادة الطلب خلال السنوات الأخيرة.