بتوقيت النجع
تبذل الدولة المصرية جهودًا غير مسبوقة لمعالجة القضايا المتعلقة بقطاع الصحة للحفاظ على المجتمع، إلا أنها كثيرًا ما تصطدم بالعادات والتقاليد التي قد يضر بعضها ببنية الجسم، لاسيما قضية ختان الإناث.
هنا في أنحاء مدن ومراكز محافظة قنا، تباينت بين مؤيّد ومعارض لختان الإناث، فبعض الأهالى مع ختان الإناث والبعض الآخر أصبح ضدّ ختان الإناث، والجميع لديه أسبابه مؤيدًا أو رافضًا، في ظل سعى العديد لإجراء عمليّة الختان للفتيات وخاصة فى صعيد مصر.
ختان الإناث رمز العفة والطهارة
يرى محمود عبدالموجود، تاجر من مركز أبوتشت شمالى محافظة قنّا، أنّ ختان الإناث لابدّ منه، وذلك اتباعًا لبعض الأحاديث النّبويّة الشّريفة الّتى تدعو لختان الإناث قائلا:”أنا عندى بنت ولازم أجرى لها عمليّة الختان عشان عفّة وطهارة”.
فيما أيّدت سمر هانى، من أبناء نجع حمادي، وهي أم لفتاتين، فكرة ختان الإناث وأجرت للفتيات العمليّة، فهى ترى أنّ ختان الإناث تحصين للفتاة ضدّ أىّ تجاوز، قائلةً:”الختان عفة للفتيات”.
أما مروة عبد الظّاهر، المقيمة بمركز نجع حمادي، تري أن ختان الإناث، ضرورة واجب أتباعها لما فى ذلك من الحفّاظ علي الفتاة وعلى عفّتها وتربط ذلك فى أطار سلوك الأنثى واحترامها.
أما سمّا محمّد، أحد أولياء الأمور بنجع حمادي، ترفض فكرة الختان لما تتعرّض له بعض الفتيات من ضغوطات نفسيّة قد تؤثّر عليها فى حياتها وبالأخصّ بعد زواجها.
القومي للمرأة: أضرار نفسية وصحية
تقول ماجدة الشرقاوى رئيس مجمع إعلام نجع حمادى، أن عمليّة ختان الإناث تؤدّى إلى أضرار ومشاكل عديدة أبرزها المشاكل النّفسيّة والصّحّيّة الّتى تتعرّض لها الفتاة، لافتًة إلي أن الختان لا يعتبر شرط أساسيّ لضمان عفّة الفتاة، قائلًة:” العفّة الحقيقة تأتّى من حسن الأدب والتّربيّة والأخلاق و ليس من الختان”.
الصحة: محاضر ضد الأطباء
أما الدكتور بدوى المعاون مدير الإدارة الصحيّة بنجع حمّادي، يؤكد أنه عندما يتمّ إبلاغهم بأحد الأطبّاء أثناء إجراء عمليّة ختان، يتم تحرير محضر إثبات بمعرفة قسم العلاج الحرّ بالإدارة ويتمّ إبلاغ المديرية ﻹحالته للنيابة ثمّ لجنة التّأديب بنقابة الأطباء.
طبيب جراحة: أضرار نفسية وجسمانية
فيما يرفض الدكتور محمّد صلاح، طبيب الجراحة العامّة، عادة ختان الإناث لما فيها من أضرار تؤذي الفتاة نفسيًا وجسمانيًا أكثر من نفعها، قائلاً:من وجهة نظر تشريحيّة بحتّه، الأنثى ليس بها جزء زائد يجب استئصاله مثل الذّكر ولذلك ليس هناك ضرورة طبّيّة لختان الإناث، قائلاً:”ختان الإناث عادة وليس عبادة وهو أقرب للتشوه الجسمانى والنفسى عن كونه إجراء طبّي ولا ضرورة له أصلا”.
القانون: محاكمة الطبيب والأسرة
ويكشف أحمد عبد الشافى، محامى بنجع حمادي، عن النّصّ القانونى لمحاكمة الطّبيب، والأسرة فى حالة ختان الاناث قائلاً:”نصت تعديلات المادة 242 مكرر أ، من قانون العقوبات، المعاقبه بالسجن مدة لاتقل عن خمس سنوات، كل من أجري ختانًا لأنثى بازالة جزء من أعضائها التناسلية الخارجية بشكل جزئي أو تام أو إلحاق إصابات بتلك الأعضاء”.
أخصائية إجتماعية: عادات وتقاليد
فيما تورد عبير علم الدين، أخصائية إجتماعية، أن عملية ختان الاناث بأنها ضرورية للفتاة وعادات وتقاليد توارثت منذ القدم فى صعيد مصر وتعتبر طهارة وعفة لأى فتاة.
أستشاري نفسي: أضرار خطيرة
وكشفت ريهام شمروخ محمد، استشارى نفسى، أن ختان الاناث له أضرار نفسية خطيرة على صحة الفتاة، علمًا بأن تلك الأضرار تختلف من حيث الشعور بها من فتاة إلى أخرى فقد تظهر تلك الأضرار فيما يمثل الصدمة مباشرة بعد حالة الختان، وقد تأخذ عدة سنوات حتى تظهر تلك الآثار التى تتمثل فى الخوف والقلق من الجنس الآخر والشعور بالخجل الشديد نتيجة لإنتهاك عرضها، إلي جانب الإطلاع على منطقة محرمة فى جسدها.
وأفادت الأستشاري النفسي، أنه كذلك تكون عرضة لإضطرابات النوم والإكتئاب والشعور بقلة تقدير وعدم ثقة بالنفس والإقبال على إيذاء الذات نتيجة لشعورها بأنها لا قيمة لها بل، وقد تشعر بعض الفتيات بالخوف الشديد من الإقبال على الزواج والخوف عمومًا من الجنس الآخر حتى من عائلتها، وذلك لأنها تخزن فى عقلها الباطن أنها لا قيمة لها وأنها تعرضت للاذى والإعتداء من أقرب الناس إليها.
ملفات بتوقيت النجع: ندى بدر، هيام بيومي، كريستينا إيليا، أحمد محي، مها سيد، هدي زين
موضوعات متعلقة :
