أخبار عاجلة

إسلام نبيل يكتب: ياسين طفل شجاع وأمٌ كانت له جيشًا والعدالة تنتصر

بقلم: إسلام نبيل

في مدينة دمنهور، لم يكن الطفل ياسين مجرد ضحية لجريمة تهزّ الضمير الإنساني، بل كان شاهدًا حيًا على صبرٍ أسطوري، وأمٍ عظيمة تحوّلت إلى جيش يقاتل من أجل حقه في الحياة والعدالة.

قضية الطفل ياسين ليست مجرد مأساة عابرة، بل جرس إنذار دوّى في وجدان كل أب وأم، فالوالدان، وخاصة الأم، لم يرضخا للصمت، ولم يخشيا “الفضيحة” التي يخشاها البعض، بل حملا قضيتهما في قلوبهما وجعلوها أمانة في عنق كل صاحب ضمير.

أم لم تكن أمًا فقط.. كانت وطنًا

وقفت والدة ياسين في وجه العاصفة وحدها، تحدت الضغوط، والمساومات، ومحاولات الطمس، لتقدم لنا درسًا خالصًا في الشجاعة، لم تتهاون في المطالبة بحق ابنها، رغم الألم، رغم الجرح، رغم المجتمع الذي كثيرًا ما يخذل ضحاياه.

هذه السيدة يجب أن تُكرَّم، لا من المؤسسات فقط، بل من ضمائرنا، علمتنا أن الأم ليست فقط من تلد، بل من تحمي، وتقاتل، وتصنع من قلبها درعًا لأبنائها.

القضاء المصري ينتصر

رغم أن العدالة تأخرت، فإن حكم المحكمة بالسجن المؤبد على المتهم يؤكد أن القانون في مصر لا ينام

التواطؤ شريك في الجريمة

لا يمكن أن ننسى كل من حاول إقناع الأسرة بالتنازل عن حق ابنها مقابل مال، ولا كل من تستر، أو غير شهادته، أو تغاضى عن ما كان يحدث في أروقة المدرسة.

من المديرة، إلى “الدادة”، إلى المعلمة التي شهدت ثم أنكرت، يجب أن يُحاسَبوا جميعًا بنفس القوة التي حوسب بها المعتدي.

القضية لا دين لها.. والطفولة لا تعرف الطائفية

ومن المؤسف أن البعض حاول جر القضية إلى مستنقع الطائفية، متسائلًا عن ديانة الجاني والمجني عليه، وكأن للإنسانية ديانة غير الضمير.

هذه جريمة اغتصاب بشعة، لا تخص مسلمًا أو مسيحيًا، بل تخص إنسانًا خُدِش كيانه، من العار أن نُهدر القضية الأخلاقية والإنسانية في نقاش طائفي فارغ.

الحل يبدأ من الأسرة.. والمدرسة أيضًا

الوقاية تبدأ من الوعي، ومن الاعتراف أن أطفالنا قد يتعرضون لأخطار داخل أقرب الدوائر، فمن حق الطفل أن يشتكي، ومن واجبنا أن نصدق، ونحمي، ونلاحق، لا أن نخفي ونسكُت.

الجريمة التي وقعت لياسين، يجب أن تكون نقطة تحول، نبدأ منها تشريح المشكلة، وبناء منظومة حماية حقيقية لأطفالنا، تقوم على التربية والرقابة، لا على الخوف من العار.

ختامًا؛ الطفل ياسين ليس مجرد ضحية.. هو بطل بطلٌ واجه ألمه بصمت، وصرخ من خلال قلب أمه، حتى انتصر في النهاية.

ولأن هناك أمًا شجاعة، وقضاءً قال كلمته، يبقى الأمل.. ويبقى السؤال الكبير: هل تعلمنا الدرس، أم ننتظر مأساة أخرى؟

عن بتوقيت النجع

شاهد أيضاً

الشابو

أبوالمعارف الحفناوي يكتب| الكيف المُدمر..  انقذوا شباب قنا من خطر الشابو: خراب بيوت مستعجل

لا نستطيع أن ننكر جهود الأجهزة الأمنية بقنا، في الآونة الأخيرة من شن حملات متكررة …