حكاوي زمان.. « الفرن البلدي » تراث شعبي تناقلته الأجيال في قنا: من أجل العيش و كحك العيد

ما زالت معظم المنازل فى صعيد مصر وخاصةً فى محافظة قنا تستخدم الفرن البلدى لتسوية العيش الشمسى الذى يتميز به صعيد مصر، وتفضل ربات البيوت تسوية العيش وخبيز العيد من كحك وبسكويت وبيتى فور وغيرها فى الفرن البلدى، حفاظًا على هذا التراث المتوارث واعتقادًا منهن أن نضج العيش والكحك بالفرن البلدى أفضل بكثير من فرن الغاز الحديثة.

تقول هيام محمد، ربة منزل، من مركز أبوتشت شمال محافظة قنا، أن الفرن البلدى هى الافضل فى الاستخدام بالنسبة لها، حيث اعتادت على استخدامها فى تسوية العيش وكذلك بخبيز الأعياد قائلةً” الخبيز فى الفرن البلدى متعودين عليه من صغرنا، وطعم العيش وكحك العيد أحلى بكتير والتسوية أفضل من فرن الغاز”.

وتضيف رضا هانى، أن الفرن البلدى لا يمكن الاستغناء عنها فى الخبيز فهى موروثة حيث كانت الأمهات تستخدمها، وعن صعوبة استخدامها تؤكد أن الفرن البلدى رغم مشقة الخبيز بها إلا أن الحصول على العيش بدرجة نضج أفضل يقضى على هذه المشقة قائلةً” أحنا كستات بيوت اتعودنا أن محدش ينتقد خبيزنا وبالفرن البلدى بيكون اطعم”.

وتؤكد سعادة أحمد، أنها رغم كبر سنها لا يرهقها استخدام الفرن البلدى لتعودها عليها ولا تستطيع استبدالها نظراً لاعتمادها على طعم العيش الشمسى بها ولا تستطيع تناول عيش نضج بالفرن الغاز، لافتًة أن الفرن مصنوعة من الطين والطوب الأحمر وأحياناً من الطوب اللبن، ومع ذلك تقوم بتجديدها عند استهلاكها من كثرة الاستخدام، حيث تعد هى المصدر الأساسى لعيش شمسى لذيذ الطعم مختلف كلياً عن العيش الناضج بالفرن الغاز.