بتوقيت النجع
ملفات بتوقيت النجع: ندى بدر، هيام بيومي، مها سيد، وسام الشيمي، ندى خالد
“لو بتدور على عمل يجلب لك الحبيب، لو أنتي عقيمة وبتدوري على الإنجاب، لو لسه متجوزتيش، لو فيه مشاكل بينك وبين جوزك” جميعها شعارات وعناوين أطلقها الدجالين والمشعوذين خلال الفترة الماضية، وذلك عبر صفحات مجهولة لطلب السحر أونلاين بمواقع التواصل الإجتماعي بمحافظة قنا عامًة ومدينة نجع حمادي خاصًة.
ويبقى السحر هاجسًا مخيفًا، وقد يلجأ البعض إلى طرق خاطئة للتخلص منه إذا تعرض فعليًا لسحر بين الجهل والتخبط الذى أدى إلى ظهور الكثير من الدجالين والمشعوذين ممن يستغلون، هذا الجهل وقلة الإيمان وايهام من يلجأ إليهم بأن لديهم القدرة لفك السحر مقابل أموال باهظة وتعددت أساليب مثل هؤلاء الدجالين ليظهر السحر اونلاين وهاتفياً دون الاضطرار للذهاب للدجال فى عقر داره.
الطرق الجديدة التي أمتهنها الدجالين والمشعوذين، من أجل الترويج لأفكار النصب عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي، لإيهام المواطنين من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي، بالتواصل الهاتفي، لطلب السحر من خلالهم في مقابل أمولاً باهظة، فما هذا وذاك تظل تلك الأفكار في هواجس المواطنين، ضمن عاداتهم الموروثة.
تعويذة إلكترونية ومكالمة هاتفية
ظهرت فى الآونة الأخيرة صفحات على مواقع التواصل الإجتماعي، ينشر عليها طلاسم وعبارات غير مفهومة مكتوبة باللون الأحمر لسهولة استدارج الضحية، يملك أصحاب هذه الصفحات المزعومة حيل مضللة لإقناع من يرسل إليهم أنه تعرض لسحر وعمل سفلى وباستطاعة هذا الدجال فك السحر عن طريق تعويذة الكترونية مرسلة برسالة على الفيس بوك او الواتساب مقابل مبلغ مالى يتم إرساله أيضا عن طريق أىٍ من طرق تحويل الاموال المعروفة.
أشخاص استغلو جهل من لجأ وإجبارهم على الانصياع وراء حديثهم وتصديقه بشكلٍ مجرد من العقل والمنطق، بطرق ملتوية وتعاون مثمر بالأذى بين الدجال والشيطان، ليأخذ الدجال عن طريق الهاتف قدرًا من الخداع فى الاقناع أيضًا، ويكون التواصل عن طريق الهاتف أو وسائل التواصل الإجتماعي.
تبدأ الضحية فى سرد مخاوفها له، ليقنعها بأنها تعرضت لعمل سفلى وسيقوم بفك العمل عن طريق حجاب سيرسله لها عن طريق وسيط هو ذاته من سيوصل المبلغ المتفق عليه لهذا الدجال، طريقتان مختلفتان لاستغلال البشر الغرض منه التربح والنصب العلنى، لتنتهى قصة العمل السفلى بتحصيل المال والتخلص من اكتشاف الضحية لهذا النصب ببلوك على الفيس بوك أو حظر الرقم على الهاتف.
كشف المستور
محرري “بتوقيت النجع” أجروا عدة مكالمات هاتفية، مع عددًا من مروجي تلك الأفكار الوهمية عبر وسائل التواصل الإجتماعي، ومع عددًا من الدجالين الذين أصبحت أرقامهم محفوظة في هواتف العديد من المواطنين بمدن ومراكز المحافظة، خاصًة بمدن نجع حمادي وأبوتشت وفرشوط.
بيع الوهم
مكالمات عديدة، أجراها فريق العمل مع شيوخ أوهموا المواطنين بقدرتهم على فك الأعمال، وقدرتهم على جلب الحبيب، ورد المطلقة، وعلاج العقيمات، جميعها أنتهت بسؤال هؤلاء عن إسم والدة المتصل، وبياناتها كاملًة إلي جانب إرسال مبالغ مالية تتراوح بين 300 و 600 جنيهًا عبر خدمة كاش، ثم إجراء الكشف الأولي، والإتصال فجرًا مرًة أخري.
المكالمات الهاتفية، التي أجريت أغلبها كانت ردود هؤلاء الدجالين والمشعوذين، ردًا واحدًا فقط، وهو “إنتي معمولك عمل وسحر وانا هفك العمل ده”، وذلك في تأكيد لنصب ووهم الدجل والنصب والشعوذة بإسم السحر والدين في بعض الأحيان، وذلك بعدما ذكرنا أسماءًا وذكرنا قصصًا وهمية.
عادات موروثة
شاع الوهم منذ القدم لدى الكثيرون وخاصة بصعيد مصر وبالتحديد بالقرى أن من تأخرت عن الزواج قد تكون تعرضت لسحر يمنع زواجها، ومن تأخر إنجابها يكون هذا نتيجة عمل سفلى، ومن لديه مشكلات تعرقل سير حياته كعدم الحصول على الوظيفة أو الرسوب المتكرر وكذلك المشكلات الزوجية وغيرها من الأحداث التى تعد طبيعية بالحياة الدنيا “دار الابتلاء والاختبار” لا تكون هذه الأشياء جزافًا وانما أعمال وسحر.
تقول جهاد محمد، 25 عاماً من مركز أبوتشت، شمال محافظة قنا، لقد ترسخت فى العقول منذ الصغر أن الفتاة التى تأخر زواجها قد يكون هذا أثر عمل لتعطيل زواجها، عادات توارثت لتبرير ما يحدث، قائلةً” السحر موجود، بس مش كل حاجة يكون وراها عمل، بس العادات عندنا بتخلى السحر اول حاجة نفكر فيها”.
وترى آية أسعد، أن الأهل هم من رسخو بداخل الأذهان أن السحر وراء كل ما يحدث من عقبات، لافتةً أن هناك بالفعل من يريد اضرار غيره بشتى الطرق فيلجأ إلى دجال لإلحاق الأذى به.
حملات تنظيف المقابر
يقول محمد العمدة منسق حملات تنظيف المقابر ومحاربة الدجالين، بنجع حمادى شمالى محافظة قنا، أن فكرة مبادرة تنظيف المقابر من الأعمال السفلية، كانت لتخليص الأهالي في صعيد مصر من الجهل وأتباع المشعوذين وقد شارك فيها العديد من المهندسين ومختلف الأهالي، إلي جانب من لهم الخبره بفك الأعمال بالقرآن والسنة.
وأستكمل العمدة، حديثه لـ”بتوقيت النجع” عن طريقة تنظيف المقابر قائلا”تنظيف المقابر يجب أن يكون خارجيًا فقط لأنه لا يجوز فتح القبر على الميت، فنقوم ببحث المقبرة من الناحية اليسري، لأن السحر دائمًا يخالف السنة والدين”.
الطب النفسي
ومن جانبها أشارت الدكتورة علا فراج، رئيس القسم النفسي بمستشفي العباسية، أن الطب النفسي لا يؤمن بالسحر والمس والجن، لافتًة أن المرض النفسي مثل معظم الأمراض له أنواع وله أعراض تؤثر علي حياة المريض بشكل سلبى وله تأثير على الدماغ.
وذكرت أنه لابد من توعية الناس بأعراض كل مرض من الأمراض النفسية، حيث يكون له أسباب وطرق علاج خاصه به، وأن اللجوء لطرق العلاج غير الطب النفسي والغير علمية مضيعه للوقت وللمال.
