على غير العادة، تخطو فتيات الصعيد بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافهن، التي كانت بعيدة المنال طوال العقود الماضية، لأسباب متعددة ومتنوعة، حتى وصل الأمر بهن إلى خوض غمار المنافسة في الوظائف، التي كانت حكرًا على الرجال في مجتمعنا المحلي، وقدمت مؤخرًا حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الشرطة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
حفل تخرج ضباط الشرطة
لم تكن بسمة الخطيب “فتاة السليمات” الحالمة بمستقبل أفضل، أول الحاصلات على بكالوريوس العلوم الشرطية، هنا في مركز أبوتشت، فقد سبقتها إلى ذلك واحدة من قبل وأخرى من مركز نجع حمادي شمالي محافظة قنا، غير أن نشاطها الغير مسبوق ومشاركتها الخدمية والمجتمعية ميزها عن قريناتها في هذا المجال.
قبل تخرجها برتبة الملازم أول، قضت بسمة محمود عبدالله الخطيب، 29 عامًا في كنف أسرتها ورعاية والدها المحال إلى سن التقاعد القانونية بدرجة مدير عام بالتربية والتعليم، ولا شك أن الدرجة الوظيفية التعليمية الرفيعة التي بلغها عائل الأسرة، كانت عاملًا مهمًا في خلق مناخ جيد لميلاد أحلام أفرادها وتحقيقها.
لم يكن الحصول على درجة الليسانس في الآداب والتربية قسم اللغة الفرنسية، غاية طموحاتها العلمية، ولم تكن دراستها التالية له، حتى حصولها على الدبلومة المهنية في الإرشاد النفسي، والدبلومة الخاصة في مناهج اللغة الفرنسية، حائلًا أمام مشاركتها في العمل الخدمي والمجتمعي، دون تقيد بمكان أو زمان.
على أعتاب أكاديمية ناصر العسكرية العليا، تجدد حلم الفتاة الصعيدية، الذي راودها منذ نعومة أظفارها في الالتحاق بالعمل الشرطي، فكان حافزًا لها في الحصول على دورتها المتخصصة في استراتيجيات الأمن القومي.
شاركت الخطيب في العديد الجمعيات الأهلية المؤسسية، وصولًا الى شغلها منصب مدير مشروع، ومدربة شباب بالجامعة، ومدربة تطوعية بوحدة مكافحة الإدمان والتعاطي بمحافظة قنا، وأمينة الفتيات بإحدى الجمعيات.
كان الحفاظ على العادات والتقاليد، والموروث الثقافي والمجتمعي، التي زرعتها الأسرة في داخل أبنائها حافزًا مهما في التحاق بسمة الخطيب، بكلية الشرطة “الضباط المتخصصين” في نفس تخصصها “اللغة الفرنسية”، حيث سارعت في تقديم أوراقها أواخر عام 2018، وسعدت فور إعلان النتيجة لتحقيق حلمها وهدفها في علو صوت المرأة في المجتمع والحفاظ على الوطن، آملة أن تفتح وزارة الداخلية كلية شرطة للبنات، وعدم اقتصار التحاق الذكور فقط بالشرطة.
حفل تخرج ضباط الشرطة