هنا أرض الذهب.. “طواقي فرعون” من المثوى الأخير للقدماء إلى منطقة أثرية مهملة بنقادة

ما زالت طواقي فرعون المنطقة الأثرية بمركز نقادة جنوبي محافظة قنا، تأبى أن تكشف المزيد من أسرارها رغم مرور آلاف السنين على تواجدها وتغير معالمها الداخلية فلم يتبق سوى الجدران الداخلية والمقابر التي ُحفرت لدفن موتاهم، فهنا المحطة الأخيرة ومن هنا يبعث الموتى حين تغيب الشمس.

أطلق على هذه المنطقة التي تقع في صحراء مدينة نقادة غرب قرية كوم بلال، مصنع النحاتين، وذلك لما كان يقام بها من طقوس النظرة الأخيرة، فقد كان يرتدى الكاهن جلد من جلود الفهد، ويبدأ في تطهير تمثال المتوفي ثم يضعه على الرمل نحو الجنوب ويفتح الأذن والعين ويضع معه الطعام وما يملكه، ورغم عمليات النهب والتخريب التي تعرضت لها المنطقة إلا أنها ما زالت صامدة لتبقى شواهدها مؤكدة أن تاريخًا مر من هنا.

تحتوي المنطقة على 4 أبواب مفتوحة، كل منها يؤدي إلى حجرة منفصلة عن الأخرى، ذات ارتفاع بسيط ودرجة حرارة تختلف عن الجو الخارجي، حيث يشعر الزائر أن نوع المكان كئيب وذو نسبة أكسجين قليلة، وقال الباحثين في ذلك المجال أن الاختيار الدقيق للمكان الأخير للموتى يجعل كل من يدخله يشعر بإحساس البعث الأخير.

يقول محمد علي، من أهالي المنطقة، إنه رغم مرور مئات السنين على اكتشاف المنطقة إلا أنها ظلت مهملة، وكانت في السابق مأوى للخارجين عن القانون، قبل الزحف العمراني، مطالبًا بإلقاء الضوء على تلك المنطقة الأثرية الشاهدة على تاريخ أبدع في عمله المصريون القدماء وبات صامدًا لآلاف السنين.

ويلفت علي، إلى أنه يتواجد في المكان شواهد على الآثار مثل الطواقي والآوانى الفخارية التي دفنت مع جثث الموتى أيام الفراعنة، ويتميز المكان بعلوه عن الأرض، كما تتواجد دائما تيارات هواء مستمرة حوله وذلك بعكس ما يشعر به الشخص داخل غرف الطواقي، كما يسيطر على المكان من الداخل الروح الجنائزية.

ويذكر الباحث أحمد عبد النبي، في كتابه إقليم نقادة، أن طواقي فرعون هي عبارة عن مغارات جبليه وكهوف قديمة محفورة في باطن الجبل وبداخلها حجرة للدفن، و تعود في أصولها إلى عصور ما قبل التاريخ، ويشير البعض إلى أنها بقايا لمعبد الإله ست “المعبود الرئيسي لأمبوس”، كما أوضحت بعض الأبحاث أن المنطقة هي جزء من مدفن مدينة قوص بالشرق وأطلق عليها أرض الذهب، حيث كان الحكم في الشرف ودفن الموتي في الغرب، وتحتوي الطواقي على أول حفر مستطيل بعد الحفر الدائري وتكفين الموتى بالكتان والحصر.

التلي Prev

التلي Prev

كتب: أحمد سعيد