تحمل يوميات المرأة المصرية العاملة ملامح العطاء والمثابرة التي تجسد دورها في بناء الأسرة وبناء الوطن، رغم ما تتعرض له من صعوبات حياتية أثناء سعيها لكسب الرزق.قنا
السيدات الفضليات اللائي يضربن المثل في سعيهن من أجل لقمة العيش الحلال، تزخر بهم الأسواق في المدن والقرى والنجوع رغم برودة الطقس ومخاطر الأوبئة والأمراض.
هنا في قرية الجمالية التابعة لدائرة مركز قوص جنوب محافظة قنا، التقت محررة “بتوقيت النجع” ببائعة منتجات الألبان التي روت لها تفاصيل كفاحها في دروب الحياة.
تقول السيدة وردة أفندى، الشهيرة ب” ام قمر” 48 عام، أنها تبيع “الجبن والمش” منذ اكثر من ٣٠ عام، كي تعول أسرتها المكونة من بنتين، لافتة أنها تخرج من بيتها فجرا في قرية الجمالية وتقطع الكيلو مترات للوصول إلى مدينة قوص، حاملة على رأسها ” قفة بها سمن وجبن ومش” لتبعيهم في أسواق المدينة.
توضح أم قمر أن كسب العيش افضل من الجلوس في المنزل، قائلة: “اكل العيش مر، والحوجة أمر واصعب ومقدرش اقعد فى البيت، نموت من الجوع انا وبناتى، ولا نمد أيدينا للناس”.
تضيف بائعة الجبن أن البيع قل كثيرا عن الشهور الماضية، ولم تعد الناس تشتري بسبب موجة كورونا وظروف الغلاء، مشيرة إلى أنها تقبل بأى رزق يرسله الله لها، مبينة ان مكسبها لايتعدى عشرات الجنيهات.
تشير السيدة وردة أفندي، أنها تعاني من الإصابة بأمراض السكر والضغط، وتحتاج إلى علاج شهري، على نفقتها الخاصة، لافتة أنه مكاسبها البسيطة مقسمة بين الصرف على أسرتها وبين تدبير نفقات الدواء.
تلفت بائعة الجبن، أن زوجها مريض نفسى، وليس لهم معاش يكفل لهم حياة كريمة ممااضطرها للخروج إلى الأسواق لممارسة البيع والشراء من أجل لقمة العيش الحلال، وهي تحمل ماتبعه فوق راسها متجولة به أمام المصالح الحكومية، والمناطق العشوائية والأسواق .
وفي ختام حديثها، تحلم السيدة الفاضلة ببناء بيتها المسقوف بالطين وجذوع النخيل القديمة، وجواز بناتها وتعليمن حتى الحصول على الشهادة الجامعية .
كتب: سمر أحمداني
موضوعات متعلقة :