خاص بتوقيت النجع
غيب الموت منذ ساعات قليلة، محمد زغلول، الحلواني الأشهر والأقدم في مدينة نجع حمادي شمالي محافظة قنا منذ ستينات القرن الماضي، والذي يمتلك سلسلة محلات باتسرى وزغلول، ذات الصيت الكبير في المدينة والمدن المجاورة منذ سنوات طويلة.
زغلول الحلواني، الذي يمثل تاريخ من الذكريات في أنحاء مدينة نجع حمادي، والذي بدأت قصته مع أهالي المدينة منذ أكثر من 50 عامًا متواصلة، حتي في الساعات الأولي من صباح اليوم الخميس، صعدت روحه للسماء، وسط حالة من الحزن قد خيمت على الألاف من المواطنين لرحيله.
فعلى بعد أمتار قليلة من نهر النيل، كان قبل سنوات طويلة تحديدًا من الستينيات مرورًا بالسبعينيات والثمانينيات يقف محمد زغلول محمد عبدالرحمن الأخن في أحد شوارع مدينة نجع حمادي شمالي محافظة قنا، يبيع الحلوى على “فاترينة” صغيرة، بجوار مقهى الضاني القديم القريب من كورنيش النيل، وتحديدًا في الموقع الذي يحتله حاليًا مستشفى دار الشفاء أمام المسجد العتيق، حيث لم يكن للمستشفى وجود بعد، يتهافت الناس على قطعة كنافة أو بسبوسة من صنع يده.
بدأ محمد زغلول، العمل في نجع حمادي في منتصف الستينات، حيث كان يجلب الحلوى من جرجا حيث بلدته الأصلية ويبيعها في الفاترينة بقهوة الضاني على كورنيش نجع حمادي، حيث ان تلك الفاترينة “كانت وش الخير”، وفي عام 1976 جلب أسرته للإقامة بالمدينة.
فكر زغلول فى ترك فاترينته التي كانت على الكرونيش بعد هُدم المقهى لإقامة المستشفى وفكر حينها في إنشاء محل بدلا من الفاترينة، وذلك لكونه الحلواني الأوحد وأصبح الأشهر في المدينة، لما كانت لمربات جوز الهند، واللوز، وعين الجمل والشكلما التى يصنعها مذاق مميز، إلي جانب إعداده أصنافًا جديدة من الحلويات لم تكن تعرفها المدينة.
نادى أهالي مدينة نجع حمادي، الحلواني الراحل بـ زغلول، بل وأحبوا صنع يديه من الكنافة والبسبوسة والفايش والبسكوت والبتي فور والغريبة خاصة في رمضان، حتى أصبح زبائنه لا يقتصرون على نجع حمادي فقط وإنما من المدن المجاورة.