هنالك العديد من علامات التوحد، التي قد تظهر على الأطفال، وهو ما يؤدي الي حالة من الغموض من تلك التأثيرات للأسر وأربابها، خاصًة أنه لم يتم تحديد الأسباب سواء كانت نفسية أو عضوية أو وراثية.
وتوضح نانسي الجمل، أخصائية نفسية ومسئول القياس النفسي بإحدي مراكز التأهيل التخاطبي والسلوكي بمدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا، إن أعراض التوحد قد تظهر على الأطفال فى الثلاث سنوات الأولي، لأنه حالة من القصور المزمن فى النمو الإرتقائي للطفل الذي يميز بإنحراف وتأخر فى نمو الوظائف النفسية الأساسية المرتبطة بنمو المهارات الإجتماعية واللغوية كالإنتباه والإدراك الحسي والنمو الحركي.
وتابعت الأخصائية النفسية، أنه قد تتشابه أعراض التوحد مع أعراض الفصام والتخلف العقلي والتأخر في الحديث، وميزت رابطة الطب النفسي النفسي بين كافة الاضطرابات بوضع معايير ومحكات تشخيصية واضحة لكل منها .
وأضافت الجمل، أن العوامل المسببة للتوحد تكمن في وجهة النظر النفسية التي تري ان شخصية الأم وطريقة تربية الطفل تهئ لحدوث هذا الاضطراب
ونظرا لأهمية علاقة الطفل بوالدته في الشهور الأولي من حياة الطفل ودورها في الإصابة بالإضطراب فرفض الأم لطفلها يؤدي الي الإصابة بالمرض.
وذكرت الإخصائية النفسية بمركز نجع حمادي، ان انشغال أولياء الأمور بمهام أخري وترك الطفل أمام الأجهزة الإلكترونية كالتلفاز واجهزة المحمول، يؤدي الي فقدان الطفل الإحساس بالحب والحنان من المحيطين، فضلاً عن فرض اولياء الأمور نوعًا من العزلة الإجتماعية علي ابنائهم ومعاملة الطفل معاملة ميكانيكية آلية .
وأكدت الجمل، أن هناك ايضًا عوامل بيولوجية كإصابة المخ أثناء الولادة ، والخلل الوظيفي في المخ، والتأخر في نضج الجهاز العصبي المركزي وإصابة جهاز المناعة ، وعوامل اخري جينية ووراثية وبيوكيميائية، لافتًة أن اصعب مرحلة تمر بها الأسرة هي الصعوبات التي تواجهها لتشخيص حالة الطفل تشخيصًا دقيقًا بسبب الغموض الذي يحيط بحالة الطفل ، حيث غالبًا تظهر اعراضه فى بداية العام الثالث او منتصف العام الثاني فيتضح العجز اللغوي والإجتماعي وعدم الإستجابة لذكر اسمه او الأصوات المحيطة به وتجنب التواصل بالبصر ولا يتجاوب مع المحيطين به او الإقتراب منهم وينغمس الطفل في السلوكيات النمطية المتكررة ويميل الي العزلة والبكاء والضيق.
ولفتت الإخصائية النفسية بنجع حمادي، أن الأسرة تبدأ رحلة طويلة مع الأطباء فالبعض يشخصه تخلف والبعض الأخر يقول لديه اضطرابًا نفسيًا واخرون يذكرون أن ذلك تأخر في النطق وبعد هذا المشوار قد تستمع الأسرة لطبيبًا متخصصًا يشخص حالة الطفل بأنه مصابًا بالتوحد.
وقدمت الجمل نصائح للأسرة لمواجهة علامات التوحد لدي الأطفال، حيث من أهمها، التحلي بالصبر والمرونة وأن تشرك جميع أفرادها في الرعاية والأهتمام، وتكوين العلاقات مع الأسر التي لديها أطفال التوحد وتبادل الحديث والمعلومات والمشاعر بينهم، والخروج بالطفل وعدم إخفاؤه عن الناس، والرعاية المستمرة بالطفل ومحاولة إشباع إحتياجاته الشخصية اليومية.
وأوضحت الجمل، أنه يجب عدم ترك الطفل لفترة طويلة بمفرده ومحاولة القرب منه وفهم مشاعره والتواصل الدائم معه، والتعرف علي قدرات الطفل وإكتشاف اساليبه الفريدة في التعامل وأن لا تخجل من الطفل لأن إذا شعرت الأسرة بالخجل والعار سيشعر كل من يتعامل معهم بنفس المشاعر اتجاه طفلهم، فضلاً عن التعامل مع الطفل بشكل علمي ومساعدة الطفل واستخدام المثيرات التي يحتاجها واللعب معه وتنمية قدراته وعدم تركه أمام التلفاز واجهزة المحمول، وأن تتدرب الأسرة في بعض مراكز التدريب الخاصة بالطفل التوحدي بالإضافة إلي التثقيف المعرفي وإتباع حمية غذائية مناسبة .
كتبت: هيام بيومي
موضوعات متعلقة :