بتوقيت النجع
أن تلتحق فتاة صعيدية بالجامعة خارج حدود المحافظة كان أمرًا مستهجنًا من قبل الأسرة وربما المجتمع خوفًا من الغربة، وأن تعمل في مهن بعيدًا عن المواعيد التقليدية أيضًا كان أمرًا أكثر استغرابًا، فما بالك إذا كانت الفتاة تحلق في فضاءات خارج حدود الوطن من خلال عملها كمضيفة طيران، تجوب العالم عبر سفراتها المتعددة، الأمر كان يحتاج وقفة جادة وقفزًا على هذه المخاوف، تحقيقًا للحلم الذي كان يراود أول مضيفة طيران صعيدية، شيماء صفوت الخطيب أول مضيفة طيران من مركز نجع حمادي شمالي محافظة قنا.
أول مضيفة طيران من نجع حمادي
شيماء الخطيب، ابنة مدينة نجع حمادي شمالي قنا، تعمل مضيفة في الطيران السعودي منذ سنوات طويلة، وقد كان العمل في مجال الضيافة الجوية هو حلمها من قبل ان تلتحق بالكلية، فجاء اختيارها لكلية الالسن حتي تدرس اللغات.
بعد تخرجها تابعت مع شركات ومكاتب الطيران للبحث عن أي مسابقات، حتي عرفت ان الطيران السعودي في حاجة الي طاقم ضيافة فأرسلت سيرتها الذاتية، وتم التواصل معها من قبل الشركة لتحديد موعد المقابلة والاختبار، وتقدمت للامتحان والمقابلة في مقر الشركة بالقاهرة وتم قبولها.
كان والدها دائم التشجيع لها وأول من ساندها للاتحاق بهذا العمل، ولازمها في جميع سفرياتها للقاهرة أثناء التقديم والاختبارات. والدتها كانت معارضة تماما تخوفها عليها من السفر والغربة، ولكنها اقتنعت في النهاية.
كان رد فعل في مجتمعها في نجع حمادي غريبًا لعدم عمل أي فتاة من قبل لتلك المهنة، ولكن أسرتها كانت تعلم رد فعل المجتمع، لذلك وقفوا معها وساندوها ضد استهجان الكثير من الاسر والفتيات، ولكن تغيرت هذه الفكرة بعد عام من بدئها العمل، حيث فوجئت شيماء ان الكثير من صديقاتها أصبحن لدين الاهتمام والرغبة للعمل كمضيفات.
شيماء تتمني أن يصبح المجتمع في نجع حمادي أكثر تقبلا للأفكار الجديدة، حيث أن “الفتاة الصعيدية تستطيع أن تفعل مالا يقدر عليه ألف رجل بعلمها وتربيتها وثقافتها وطموحها وحبها لعملها وتحقيقا لأهدافها، وبان الانسان الصالح سيحافظ علي عاداته وتقاليده التي تربي عليها في أي مكان.”
موضوعات متعلقة :
شهداء لقمة العيش بنجع حمادي.. حزن في شرق النيل بعد وفاة 3 شباب بحادث مطروح: كانوا رايحين الشغل
شهيد لقمة العيش بنجع حمادي.. «بطيخ» طالب الثانوية الأزهرية سافر بحثا عن الرزق
بسبب خصومة ثأرية.. طلقات نارية تُنهي حياة شاب عقب نزوله من محطة قطار قوص
