أخبار عاجلة
عباس الغالي حبيب العذراء في نجع حمادي
عباس الغالي حبيب العذراء في نجع حمادي

عاشق السيدة مريم العذراء.. قصة حياة القديس عباس الغالي بقرية بهجورة في نجع حمادي

نجع حمادي: شادي ادوارد

أيام قليلة تفصلنا عن صوم العذراء، ومع إقتراب الصوم تأتي الذكريات لنتذكر عباس الغالي، عاشق السيدة مريم العذراء، وابن قرية بهجورة في مركز نجع حمادي شمالي محافظة قنا، لنتذكر أحاديثه الدافئة عن الملكة، وربما يتطلع كثير ممن لم يعاصروه إلى حفاوة استقباله ونصيحته لكل ضيوفه ألا يصافحوه ألا بعد إلقاء التحية على “أم النور”.

قصة ارتباط “عباس جرجس الغالي” بالسيدة مريم هي من القصص المأثورة التي تتناقلها الأجيال في محافظة قنا، خاصة أن التفاصيل تتعلق بذلك الرجل النحيل الطيب الذي يتذكره جيدا عجائز بلدته وهو يجلس منزويا في أركان الكنيسة والى جواره مصباح الكيروسين الذي يضيء له طريق عودته إلى منزله ليلا والذي بلغ به عشقه للسيدة العذراء أن أصبحت حياته مريمية.

ولدُ عباس جرجس صديق، سنة 1903، في قرية بهجورة شمال محافظة قنا، واشتهر بلقب “الغالي” الذي أطلقه عليه أهل بلدته، لدوره الخيري بالبلدة مع الأيتام والفقراء، وبدأت قصة الغالي مع العشق المريمي، عندما كان في الخامسة عشر من عمره، حيث قرر أن يعيش عمره دون زواج “متبتلا”، وجاهد لتهذيب ذاته منذ الحداثة، وأنشغل بالعبادة وخدمة الفقراء، بجانب عمله في متجر للأقمشة لإعالة أمه المسنة وشقيقه المريض.

في سنة 1935 دعاه أبناء بلدته للانضمام لجمعية “خلاص النفوس الخيرية” وعهد إليه بأمانة الصندوق وكان من أهم أنشطة الجمعية مكتبة لبيع واستعارة الكتب، ومساعدة الفقراء، ومحاربة الخمور والمخدرات، وندوات دينية، ومسرحيات دينية تثقيفية، واستمر الغالي في عمله الخيري بقرية بهجورة، وإن كان لم ينس والدته التي أصر على تعليمها القراءة والكتابة بعد أن أدركها الشيب فقد كان محبا للعلم رغم انه لم يحصل سوى على الشهادة الابتدائية.

كان اليتم الذي تعرض إليه عاشق العذراء في طفولته بعد أن رحل والده سببا أن يستشعر قسوة الزمن على اليتامى، وكان مشروعه الأول رعايتهم وتربيتهم، ففي أربعينيات القرن الماضي باع الغالي منزله الصغير بعد وفاة والدته وشقيقه و”حماره” الذي كان يذهب به لعمله في محل أقمشة في نجع حمادي واشترى قطعة ارض بمبلغ 250 جنيها ليقم عليها ملجأ لليتامى والفقراء وأقام معهم في حجرة بسيطة بعد أن أحاط المكان بسور من الطوب اللبن.

وبدأت علاقته الوطيدة بالسيدة العذراء عندما تعرض لازمة مالية أعجزته عن الإنفاق على اليتامى، حتى فوجئ برجل غريب يسال عنه ويسلمه مبلغا ماليا كبيرا فسأله الغالي عن سبب تبرعه بالمبلغ فاعلمه الرجل أن السيدة العذراء ظهرت له في حلم وقالت له” اذهب للغالي في بهجورة وأعطه ذلك المبلغ”.

يتذكر البعض ممن عاصروا عباس الغالي انه كان يطلب من السيدة العذراء التدخل في كل الأزمات التي يتعرض لها ومنه نجاته من الموت بعد شب حريق بحجرته وانتقلت النيران إلى جلبابه فراح يستغيث بالعذراء لتنقذه، وعندما نفاذ كميات الطعام كان يدخل إلى حجرته ويصلى طويلا ويطمئن مرافقيه قائلا:”الملكة سوف ترسل الطعام ” ليطرق احدهم الباب ومعه الطعام من مناطق بعيدة عن القرية.

عاش الغالي مجذوبا بحب السيدة مريم وكان يراها أمًا وراعية له، وكانت حالته في ذلك العشق متفردة ففي صلاته للمريض يخاطبها “اعملي معروف ادخلي أجزخانة السماء وهاتى الدواء” وعندما يستقبل الضيوف يقدم لهم الشاي والهدايا “المريمية”.

عاش عاشق العذراء 94 عامًا فخورًا بموهبة الفقر وبجلبابه الأسود الذي يظهر جسده النحيل وبرعايته للفقراء واليتامى وأسس مدرسة الاتحاد وجمعية العذراء.

عن بتوقيت النجع

شاهد أيضاً

ضريح الشيخ عمران بنجع حمادي

عمره يزيد عن 115 عام.. ماذا تعرف عن ضريح الشيخ عمران بنجع حمادي؟

في ضريح الشيخ عمران بمدينة نجع حمادي، شمالي قنا، لن تلتقط أذنك همسات الذكر ومناجاة …