أخبار عاجلة
الشيخ ياسين التهامي
الشيخ ياسين التهامي

كوكب الجنوب ورئيس دولة المنشدين.. ياسين التهامى في حوار: الإنشاد قدر اختاره الله لى

رئيس «دولة المنشدين»، وحامل لواء الإنشاد الدينى فى الداخل والخارج، يأتى الآلاف إلى حفلاته لـ«يهيموا عشقًا» فى كلمات المديح وألحانه، ويذوبوا أمامه فى ليالى الذكر والحب الإلهى.

تجدهم صرعى من الحب ما إن يقول «يا هوووو» بطريقته الفريدة، ويتمايلون طربًا وعشقًا ما إن ينادى «سيدنا النبى»، ويرقصون رقصًا صوفيًا ينسون فيه كل ما فى الحياة، هاتفين به ومعه: «مدد يا آل رسول الله».

إنه الشيخ «ياسين حسنين محمد»، الشهير بـ«ياسين التهامى»، ابن قرية «الحواتكة»، التابعة لمركز «منفلوط» بأسيوط، كوكب الجنوب، وسلطان وعميد المنشدين، الذى التقته «بتوقيت النجع» منذ فترة فى حوار تحدث فيه عن بداياته، ورأيه فى أحوال «دولة الإنشاد» حاليًا.

■ بداية.. كيف كانت نشأتك وولادتك؟

– ولدت فى قرية «الحواتكة» بمركز «منفلوط» بمحافظة أسيوط، فى ديسمبر ١٩٤٩، عائلتى وقريتى جميعها تنتمى إلى الصوفية من قبل دخولى عالم الإنشاد الدينى، وللصعيد دور كبير فى شهرتى ومعرفتى بمصر والعالم.

■ ماذا عن مؤهلك التعليمى؟

– تلقيت تعليمى الأساسى بأكمله فى المعهد الأزهرى بقريتنا، لكننى جئت فى المرحلة الثانوية ولم أُكملها، وانقطعتُ عن التعليم، ولم أكمله لظروف خاصة بى.

■ متى قررت دخول عالم الإنشاد؟

– دخلت عالم الإنشاد عام ١٩٧٣ ميلاديًا، حينما كنت فى السادسة عشرة من عمرى، أى منذ ما يقرب من ٤٥ عامًا، وكان ذلك عن طريق أبى الشيخ حسنين التهامى، الذى كان يزوره مُحبوهِ من عمالقة الإنشاد الدينى فى سبعينيات القرن الماضى.

العشرات من المنشدين كانوا يزورون قريتنا ومنزلنا آنذاك، وكنا نقيم الليالى والولائم. وفى إحدى المرات أنشدت مع أحد المنشدين، فعرفت طريق الله، وبدأت بعدها فى الإنشاد بمولد رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

■ ما أسباب اتجاهك للإنشاد الدينى؟

– أول الأسباب كانت بيئتى ونشأتى الدينية، فكما قلت والدى كان ينتمى إلى الصوفية.

■ هل خططت منذ البداية لتكون منشدًا دينيًا؟

– لم أخطط أو أحضر أو أرتب إطلاقًا لدخول عالم الإنشاد الدينى، لكننى أؤكد أن الإنشاد الدينى لم ولن أتخذه مهنة، وأنا أعرف جيدًا أنه قدر ساقه الله إلىّ.

■ إذن.. ماذا يمثل الإنشاد الدينى لك؟

– الإنشاد الدينى بالنسبة لى هو غذاء لروحى وترويض لنفسى، فأنا لا أجد نفسى إلا فى حالة الإنشاد فأسرح فى الملكوت أثناء إنشادى، وأعتمد على إحساسى فيه، وأستمد قوة إنشادى من الناس.

■ مَنْ هم شيوخك فى الإنشاد الدينى؟

– شيوخى فى الإنشاد هم كثر، لكن من أبرزهم الشيخ أحمد التونى، والشيخ مرزوق، والشيخ القبيصى.

■ يُقبل الشيخ ياسين التهامى أيادى الأطفال و«المجاذيب».. لماذا؟

– تقبيلى أيادى الأطفال والفقراء والمجاذيب يعتبر من حُسن الأدب.

■ ما أبرز الأماكن والدول التى أنشدت بها؟

– أنشدت فى العديد من المسارح الحكومية، والخاصة، وأيضًا أنشدت فى الأوبرا المصرية، وأحييت العديد من الحفلات فى الدول الأوروبية، وأكثر دولة زرتها كانت بريطانيا، فزرتها قرابة ٩ مراتٍ، وأيضًا فرنسا، ودول الوطن العربى بأجمعه، وأنشدت فى جميع المحافظات.

وأكثر الأماكن التى يشعر قلبى بالراحة فيها هى «عتبات أسيادنا»، أى أضرحة أولياء الله الصالحين وموالدهم.

■ رغم أنّ إنشادك محليًا لكنك تسافر إلى الدول الأوروبية لتنشد هناك.. كيف ذلك؟

– الإنشاد نابع من أهله، فما يخرج من القلب يصل إلى القلب أيًا كان حتى لو اختلف الدين، وفطرة الله أيضًا دورها كبير فى الإنشاد الدينى وتقبّله من مختلف الجنسيات والديانات، فمن خلالها نعود للعالم الأول، عالم الفطرة، ونعيش فى هذه الحالة، ونشعر بها.

■ ماذا يمثل شهر رمضان لـ«عميد المدّاحين»؟

– شهر رمضان المبارك هو أقرب الأشهر إلى قلبى، فلى فى ذلك الشهر طقوسٌ معينة ومختلفة، فأنا أستمتع خلاله بقراءة القرآن الكريم وسماعه من أصوات شيوخنا أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ على محمود، والشيخ طه الفشنى، والشيخ راغب مصطفى غلوش، والشيخ محمود خليل الحصرى، وأيضًا الشيخ محمد صدّيق المنشاوى، والشيخ مصطفى إسماعيل.

وكل لحظة تمر علىّ فى الشهر الفضيل بمثابة كنز لمن يدرك قيمته، فهو شهر الرحمة، والمغفرة، والعتق من النيران.

■ من أبرز الشعراء الذين تنشد أشعارهم؟

– الشاعر عمر بن الفارض، وسيدنا الإمام الحلاج، ومحيى الدين بن عربى، وسيدنا الإمام أبومدين الغوث، وسيدتنا رابعة العدوية، وأقرأ تحديدًا لـ«سيدنا الحلاج، والفارض» منذ الصغر، وأنتمى لـ«الفارض» انتماء فطريًا.

■ كيف أحببتَ الشعر الصوفى؟

– حضورى الموالد والليالى مع والدى وأهلى بقريتى، كان أحد أهم أسباب حُبّى وعشقى للشعر الصوفى، فضلًا عن حُبّى وتشبّعى بالتراث العربى القديم.

■ ما أكثر شىء تحرص عليه فى القصائد التى تنشدها؟

– أكثر ما أحرص عليه منذ أن بدأت الدخول فى عالم الإنشاد الدينى، هو الالتزام بالأشعار المكتوبة باللغة العربية الفصحى، لما بها من جمال، وبلاغة، وصدق تنغيم.

■ رغم شهرتك الكبيرة لم تتخلَ عن عادات وتقاليد أهل الصعيد.. لماذا؟

– لم ولن أترك ما نشأت عليه، وهو «الجلباب والعمة»، ولا أستطيع أن أخرج على عادات وتقاليد أهلى فى أسيوط، لأنهم هم من صنعوا ياسين التهامى.

■ من وجهة نظرك.. ما الذى يميز ياسين التهامى فى الإنشاد الدينى؟

– أتجلّى وأقرأ القصائد بروحى، وأعيش فيها بشكل كامل عندما ألقيها على الجمع، ولا تنتهى أىّ حفلة حتى أبكى مثلما يبكى الحاضرون.

■ هل تعمدت إدخال أبنائك عالم الإنشاد الدينى؟

– أبنائى هم «الشيخ محمود، والشيخ محمد، والشيخ مهدى»، وجميعهم دخلوا مجال الإنشاد الدينى لأنهم أحبوه وعشقوه. نعم عرفوه على يدى فى البداية، لكنهم سلكوا طريقهم الخاص بهم، وأصبحت لهم طريقتهم الخاصة فى الإنشاد.

■ هل ترى أن الصّوفية تُحارب وتنبذ العنف؟

– بالتأكيد، فكلمة «تصوف» تعكس العديد من المعانى: «التاء تقوى، والصاد صفاءٌ حيث لا حقد، ولا كراهية، ولا ضغائن، ولا شرور، ولا مجاملات، ولا زيف، والواو ولاء لعهد الله، وكتابه، وسنّة رسوله، ولا حياة دون كتاب الله وسنته وعترته، أمّا عن الحرف الأخير وهو الفاء فيعنى فناء فى ذات الله تعالى، وهذه المرتبة لا يقدِرُ عليها إلّا المخلصون.

■ ما رأيك فيمن يحاربون الصوفية ويدعون أنها ليست من الإيمان؟

– من يحاربون الصوفية لا يعلمون عنها شيئًا، فالصوفية بالأساس تُحارب قُبح العالم، لأنها هى النقاء ذاته، ولا يمكن أن يكون الشخص صوفيًا حتى تصفو روحه من كل أنواع القبح، الذى بات يسكن النفس البشرية، كما أنها هى السلام ذاته الذى يتمناه أى شخص فى العالم.

■ هل تحب الغناء.. ومَنْ المطربون الأقرب لقلبك؟

– نعم، وأحب السّيدة فيروز، والسيدة أم كلثوم، فأم كلثوم بالأخص تُمثّل لى حالة مختلفة وفريدة من نوعها، والفنّان محمد عبده، والفنّان وديع الصافى، والفنّان صباح فخرى، وآخرين.

■ لم تدرس الموسيقى والمقامات الموسيقية إلا أنك تُجيد اختيار ألحانك.. كيف ذلك؟

– أنا أعتمد فى المقام الأول على إحساسى وامتزاجى بالموسيقى، فعلى الرغم من أننى لم أدرس الموسيقى، لكنّ أذنىّ تربّتا على الموسيقى الشرقية وتآلفتا معها، وأنا أستمع للموسيقى منذ صغرى، وأختار ٩٠٪ من أشعارى من التراث القديم.

هل تمتلك مصر مواهب كثيرة فى الإنشاد الدينى؟

– مصر تمتلك مواهب وكنوزًا كبيرة فى الإنشاد الدينى والابتهالات الدينية، ولكن للأسف لا أحد يبحث عن تلك المواهب التى اندثرت بشكل كبير، وأخشى أن يموت الإنشاد الدينى الذى يُمثّل قيمة قويّة فى التاريخ المصرى.

عن بتوقيت النجع

شاهد أيضاً

مهنة "العساس" في نجع حمادي

بعيدا عن الحمل الكاذب.. «العساس ربيع» بيطرى دون شهادة طب: فحص الجاموسة بـ30 جنيه

نجع حمادي: أحمد الهوارى، يوسف أحمد شراء ماشية لا يستوجب فقط وزنها وتسعيرها، ففى أسواق …