أخبار عاجلة
التوك توك في أبوتشت
التوك توك في أبوتشت

توصيلة الموت.. “التوك توك” من مشروع لدعم الشباب إلى ظاهرة تشكل خطورة على المجتمع

جرائم قتل وسرقة وخطف وتحرش لفظى، أصبحت منتشرة بشكل مريب فى الآونة الأخيرة بمركز أبوتشت شمالى محافظة قنا، البعض يردف هذه الجرائم إلى ظاهرة انتشار مركبة “التوك توك” التى لم تعد مجرد وسيلة للتنقل، بل يتم استغلالها فى بعض الجرائم وذلك لعدم وجود أوراق ثبوتية مع بعض سائقين هذه المركبات.

“لم يكن الهدف فى بعض الأحيان هو كسب لقمة العيش” هكذا كانت التكهنات المبدئية من قِبل بعض المواطنين بخصوص انتشار مركبات ” التوك توك” والتى أغلبها غير مرخص قانونيًا، وأخرى يقودها أطفال صغار بسرعة جنونية، وتكدس مرورى نظراً لعدم وجود وسائل ضبط مقننة ومدروسة.

التوك توك في أبوتشت

يقول عبد الفتاح سلامة، مدرس، من مركز أبوتشت، أن مركبة ” التوك توك” سلاح ذو حدين يحمل الايجاب والسلب فى ذات الوقت، فالنقطة الإيجابية بوجود مثل هذه الوسيلة هى التنقل بشكل أسهل ووجودها بشكل مستمر فى جميع الأوقات، مما يساعد الأهالى على قضاء مصالحهم بشتى أنحاء المركز، حيث أن هناك مناطق بالمدينة تبعد عن مواقف السيارات مسافات طويلة فلابد من استقلال وسيلة للتنقل.
وتابع “سلامة” أما بالنسبة للنقطة السلبية بمركبة ” التوك توك” هو كيفية الاستخدام، فهناك أطفال يقودون هذه المركبة بسرعة مخيفة، فلم تعد وسيلة للتنقل بل تجربة للاطفال كقيادة الدراجات، مضيفاً أن أعداد “التوك توك” كثيرة جداً مما أدى إلى عشوائية فى الشوارع، فأصبح من الضروري وجود قواعد ضبط وتقنين لإعداد هذه المركبة، مع إلزام السائقين بأماكن وقوف معينة وأماكن مسموح الدخول إليها لضمان التنقل الأمن وسلامة المواطن.
ويرى عامر رشاد، من مركز أبوتشت، أن مركبة ” التوك توك” ضرورية لعدم وجود وسيلة أخرى للتنقل داخل المدينة ولكن مع تقنين أعدادها التي زادت عن الحد، فهي وسيلة تعتبر بأجر رمزى وخاصة من القرية للمدينة، ولكن زيادة أعدادها تؤرق المارة خلال مرورهم بشوارع المدينة، وتعيق الحركة المرورية، فإذا تم تقنين أعدادها، وحصول السائقين على تراخيص قانونية سيحد ذلك من التكدس، وكذلك الجرائم التى تحدث.
فيما تؤكد مروة أحمد، معلمة لغة عربية، على ضرورة وجود ” التوك توك” ولكن بالأماكن النائية، التى لا يوجد بها وسائل مواصلات متاحة، أما وجود هذه المركبة بالمدينة يؤدى إلى زحام شديد يعيق حركة المارة، لافتةً أن هناك بعض سائقين هذه المركبات لا يستخدموها لطلب الرزق الحلال ولكن للتخنيق على الفتيات أثناء مرورهم بالشارع قائلةً” لو بنت رفضت تركب معاه بالتوك توك بيفضل يعاكس ويتلفظ بألفاظ خارجة وحصل معايا مواقف مشابهة لما بكون رايحة شغلى”.
” توك توك يا أستاذ، توك توك يا أستاذة” عبارات يستخدمها سائقى التكاتك بمركز أبوتشت تستجدى اصطحاب المارة فى هذه المركبة الصغيرة بغرض توصيلهم لأماكن العمل أو للتسوق من المدينة، وقد يضطر المواطن إلى استقلال هذه المركبة لقضاء حوائجه وتقليص الوقت والمسافة، بمقابل مادى 5 جنيهات قابلة للزيادة قد تصل لـ 10 جنيهات حسب المسافة، وذلك بدلاً من السير على الأقدام وعدم وجود وسيلة أخرى ك”السرفيس” المتاح ببعض مراكز محافظة قنا.
سائقو التوك توك
“لقمة عيش ولازم نحافظ عليها أنا دفعت تحويشة عمرى عشان اشتريه وكل غرضي أشتغل بالحلال” هكذا بدأ رجب جابر، سائق توك توك بمدينة أبوتشت، حديثه لـ”بتوقيت النجع”، معاناة الشاب الذى لم يتجاوز عمره 25 عامًا لكسب لقمة العيش من خلال هذه المركبة الصغيرة التى اشتراها نظير 43 ألف جنيه بغرض العمل فى ظل الظروف المعيشية القاسية.
يقول “سائق التوك توك” أنه يعمل على هذه المركبة قرابة 12 ساعة يوميًا بغرض تحصيل 100 جنيه أو أقل حسب التساهيل على حد قوله، تمكنه من الإنفاق على والدته وإخوته، وعن الجرائم التى تشير بأصبع الاتهام نحو انتشار هذه المركبة.
يرى “جابر” أن هناك بعض السائقين يستغلون “التوك توك” فى بعض الجرائم كالسرقة والخطف والتعامل مع الخارجين عن القانون، والبعض الآخر للتسلية واللهو، ولكن هناك عدد كبير من السائقين يستخدمون التوك توك لكسب لقمة العيش فقط.
ويستطرد “سائق التوك توك” حديثه أن بجميع المهن يوجد الجيد والردئ، وإذا كان هناك بعض الأشخاص الذين يستغلون هذه المركبة لأعمال منافية للقانون، ألا أن هناك عدد ليس بالقليل يخاف الله ويشترى هذه المركبة فقط للعمل وكفاية أسرهم، وهم كذلك معرضين لأعمال البلطجة وجرائم السرقة قائلاً” أحنا كمان معرضين للخطر يبقى أنا دافع دم قلبى عشان اشترى التوك توك ويطلعلى حد عايز يسرقه فأنا أكيد مش هسيبه ولو هموت عليه، بس الحمد لله اللى معاه ربه مش بيخاف”.
فيما أكد مصطفى عبدالفتاح، سائق توك توك بمدينة أبوتشت، أنه اشترى المركبة الخاصة به بأوراق قانونية، وقام بترخيصها، وذلك بغرض العمل عليها وكسب رزق حلال للإنفاق على زوجته وأطفاله الثلاثة، مبيناً أن العمل اليومى بهذه المركبة يكفي حاجات عائلته.
وأضاف “عبدالفتاح” أن التوك توك وسيلة للتنقل كأى وسيلة مواصلات، ولكن الخطورة تكمن بوجود تكاتك ليس لها تراخيص أو حتى أوراق تثبت ملكيتها مما يؤكد وجود شبهة جنائية بطريقة الحصول على هذه المركبة، وكذلك إمكانية استخدامها فى جرائم كثيرة، لذلك يجب التفريق بين من يريد كسب لقمة العيش وبين من يفسد فى الأرض.
من الجاني ومن الضحية؟
فى أواخر العام الماضى وبالتحديد فى شهر ديسمبر، ثلاثة أشخاص مجهولين يستقلون مركبة ” التوك توك” قاموا بخطف طفل قبطى يدعى كيرلس جرجس من قرية الحسينات التابعة لمركز أبوتشت، أثناء ذهابه إلى المدرسة فى وضح النهار طالبين من ذويه 60 ألف جنيه فدية، وتم ضبطهم خلال تسليم الفدية وتحرير الطفل من قبضتهم.
فيما تعرض سائق “توك توك” يدعى محمد ناجح أنور، فى شهر يونيو الماضى، لجرح قطعى بالرقبة إثر طعنه بآلة حادة من قِبل مجهولين أثناء محاولتهم سرقة ” التوك توك” أمام مدخل قرية الجربة التابعة لمركز أبوتشت، وتم إسعاف المجنى عليه وضبط الجناة حينها.
ولم يمر ثلاثة أشهر على هذه الواقعة الشنيعة حتى أصيب شاب آخر يدعى فهمى أبوالمجد بطلق نارى بعد محاولة سرقة ” التوك توك ” الخاص به، بعد أن استقله شخص مجهول بغرض توصيله لمركز فرشوط، وتفاجئ السائق أثناء الطريق وجود مجهولين يستقلون دراجة بخارية حاولوا استيقافه وعند محاولته للهروب منهم أطلقوا عليه الأعيرة النارية التى أصابته وقتلت الراكب الذى بينت تحريات المباحث فيما بعد أنه شريكهما فى الجريمة.
ترخيص قروى
قال الدكتور قدرى الشعينى رئيس محلية أبوتشت لـ”بتوقيت النجع” فى تصريحات سابقة، بخصوص أزمة التكدس المرورى الذى يحدثه التوك توك بشوارع المدينة، أن الحل يكمن في مساعدة جهاز الشرطة وتقنين العدد الذي تفاقم وتفاقمت معه المشكلة، بجانب إلزام السائق عمل ترخيص قروي لمركبة ” التوك توك ” التى يملكها.
أبوتشت: ندى بدر

موضوعات متعلقة :

عاجل| العثور على جثة جديدة لطفلة متحللة داخل جوال بمنزل سفاح قنا

انتحار طالبة تمريض شنقا في مروحة داخل منزلها بنجع حمادي

إصابة شاب بطلق ناري بقرية الرزقة في أبوتشت.. أمن قنا يكثف جهوده لكشف ملابسات الحادث 

جت سليمة.. السيطرة على حريق بطريق الأربعين بنجع حمادي 

كتم أنفاسها بسبب خلافات عائلية.. مريض نفسي يُنهي حياة شقيقته في دشنا 

تصادم قطار وسيارة بمزلقان الحامدية في قنا.. مصرع شخص وعدم تأثر الحركة

بسبب معاكسة فتاة تعمل بمحل طيور.. إصابة شاب بطعنات نافذة في الجسم بـ نجع حمادي 

فحص حقيبة متروكة بـ ميدان الأوقاف في نجع حمادي: طلع فيها عسل وملابس 

عن بتوقيت النجع

شاهد أيضاً

مهنة "العساس" في نجع حمادي

بعيدا عن الحمل الكاذب.. «العساس ربيع» بيطرى دون شهادة طب: فحص الجاموسة بـ30 جنيه

نجع حمادي: أحمد الهوارى، يوسف أحمد شراء ماشية لا يستوجب فقط وزنها وتسعيرها، ففى أسواق …